- محاضرات خارجية
- /
- ٠23ندوات مختلفة - الأردن
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الفرق الكبير بين حلاوة الإيمان وحقائق الإيمان :
أيها الأخوة المشاهدون؛ أيها الأخوة المستمعون؛ عنوان هذا اللقاء الطيب: حقائق الإيمان وحلاوته، وفرق كبير بين الحقائق والحلاوة، فقد تقتني كتيباً عن سيارة فارهة، معلومات دقيقة، تفاصيل، الفرش، المحرك، لوحة البيانات، وبين أن تملك هذه السيارة، مسافة كبيرة جداً.
فحقائق الإيمان حقائق مقنعة، أما حلاوة الإيمان فمشاعر مسعدة، والفرق بينهما كبير، هذا الموضوع يهتم به كل مؤمن، معلومات الإيمان واضحة، وألفناها، وحفظناها، ودرسناها، وألقيناها، لكن يعيش الإنسان كي يكون سعيداً، السعادة تختلف عن الإقناع، حلاوة الإيمان شيء، وحقائق الإيمان شيء آخر، النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد حَلاوَةَ الإيمان ))
ثلاثة أسباب تذوق بها حلاوة الإيمان، من دون هذه الأسباب لن تذوق حلاوة الإيمان، وإذا الحقائق كررت سئم الإنسان منها أحياناً، فالذي يسعدنا، ويفرحنا، ويرقى بنا، يجعل حياتنا متجددة، هي حلاوة الإيمان، وكأن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ذاقوا حلاوة الإيمان، فكان ليلهم سجوداً وشكراً، ونهارهم جهاداً، فرق كبير بين حلاوة الإيمان وحقائق الإيمان، لذلك النبي عليه أتم الصلاة والسلام يقول:(( ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد حَلاوَةَ الإيمان ))
أولاً(( أنْ يكون اللَّهُ ورسوله أحبَّ إليه مما سواهُما ))
أي أن يكون الله في قرآنه، في الأمر والنهي، أن يكون الله في قصصه، أن يكون الله في إخباره، أن يكون الله في إعجاز هذا القرآن.(( أنْ يكون اللَّهُ ورسوله أحبَّ إليه مما سواهُما ))
أنا متأكد لو سألنا ملياراً وثمانمئة مسلم هذا الإحصاء قبل عشر سنوات، الآن مليارا مسلم، لو سألنا ملياري مسلم: أليس الله ورسوله أحب إليك مما سواهما؟ يقول: بلى، أو نعم ليس هذا هو المعنى، أن يكون الله في قرآنه، ورسوله في سنته.(( أحبَّ إليه مما سواهُما ))
عند التعارض، حينما تتناقض مصلحتك المادية المتوهمة مع نص قرآني، فتركل بقدمك هذه المصلحة المتوهمة، وتلتزم هذا النص القرآني الآن دفعت الدفعة الأولى من حلاوة الإيمان، والحقيقة إن لم تقل وقد ذقت حلاوة الإيمان: ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني، معنى ذلك هناك مسافة بين الإنسان وبين حلاوة الإيمان، أجمل شيء في هذا الدين حلاوة الإيمان.بنود حلاوة الإيمان :
1 ـ أن يكون الله في قرآنه و النبي في سنته أحبّ إليك مما سواهما :
حلاوة الإيمان النبي الكريم ذكرها قال:
(( ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد حَلاوَةَ الإيمان ))
البند الأول، أو الثمن الأول: أن يكون الله في قرآنه.﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾
﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾
آيات قرآنية، يوجد آيات كونية، آيات فيها أمر، وآيات فيها نهي، هذه الآيات إذا طبقت كأنك دفعت ثلث ثمن حلاوة الإيمان، أن يكون الله في قرآنه، وأن يكون النبي في سنته، أحب إليك مما سواهما عند التعارض، هناك مصلحة مادية تتعارض مع نص قرآني، فالمؤمن يركل بقدمه هذه المصلحة الدنيوية المتوهمة ويلتزم النص القرآني.(( ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه ))
إذاً أن تلتزم النص القرآني، والسنة النبوية، أي منهج، اتبع لا تبتدع، اتضع لا ترتفع، الورع لا يتسع.(( أنْ يكون اللَّهُ ورسوله أحبَّ إليه مما سواهُما ))
هذا البند الأول، فأنت حينما تقع في صراع، أو في نقاش، أو في حوار ذاتي بين مصلحة مادية دنيوية طارئة، أو متوهمة، أو زائلة، وبين أن تقوم بتطبيق هذا النص القرآني المسافة كبيرة جداً، هذا البند الأول.2 ـ أن يحب المرء لا يحبه إلا لله :
الشيء الثاني:
(( وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ))
هذا عده بعض العلماء الفريضة السادسة: الولاء والبراء، أن توالي المؤمنين ولو كانوا ضعافاً وفقراء، وأن تتبرأ من الكفار والمشركين ولو كانوا أغنياء وأقوياء، هذا الولاء والبراء يعد الفريضة السادسة، أن تكون مع المؤمنين، أن تنصحهم، أن تسعدهم، أن تحترم مشاعرهم، أن تعينهم على دينهم ودنياهم.حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح :
أخواننا الكرام؛ حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح، والدليل:
﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾
لِمَ سمي العملُ صالحاً؟ قيل: لأنه يصلح للعرض على الله، ومتى يصلح العمل للعرض على الله؟ إذا كان خالصاً وصواباً، خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة، هذا العمل يصلح للعرض على الله، الشيء الدقيق علة وجودنا الوحيدة في الدنيا العمل الصالح، الدليل:﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾
لم يذكر الإنسان قبيل وفاته إلا العمل الصالح لأنه علة وجوده.شيء آخر: وحجمك عند الله بحجم عملك الصالح.
﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾
وهذا العمل مرة ثانية يصلح للعرض على الله لأنه خالص وصواب.معية الله عامة و خاصة :
أخواننا الكرام؛
(( أنْ يكون اللَّهُ ورسوله أحبَّ إليه مما سواهُما ))
والثانية:(( وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ))
لذلك كن مع المؤمنين، انضم إلى المؤمنين، دافع عن المؤمنين، الله عز وجل قال:﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ َ﴾
العلماء قالوا: هذه معية علم فقط، الله عز وجل مع الكافر، ومع المؤمن.﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ َ﴾
لكن المعية الخاصة:﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ َ﴾
تأييداً، ونصراً، وحفظاً، ورعايةً، وتوفيقاً.3 ـ أن يكْره أن يعودَ في الكفر كما يكرَه أن يُلقى في النار :
لذلك الثالثة:
(( أنْ يكون اللَّهُ ورسوله أحبَّ إليه مما سواهُما، وأن يكْرهُ أن يعودَ في الكفر - بعد أن أنقذه الله منه - كما يكرَه أن يُلقى في النار ))
هذه الثلاثة إن توافرت وجد أحدنا في هذا الشهر وفي كل الأعوام حلاوة الإيمان.المذيع:
بارك الله فيكم سيدي، لا يمل.
هل هناك توجيه، نحن نرى في نهار رمضان، وكذلك في صلاة التراويح إقبال بعض الأطفال على المساجد، هل هنالك رسالة توجيهية إلى الآباء من هو الطفل الذي يصطحب إلى المساجد؟
رسالة توجيهية إلى الآباء في إحضار أطفالهم إلى المساجد :
الدكتور راتب :
والله أن تأتي بابنك إلى المسجد فقط وتنساه هذه مشكلة كبيرة، أما أن يكون إلى جانبك ويصلي معك، أن تراقبه، أن تردعه، فلا يوجد مانع، لأنهم قالوا: لاعب ولدك سبعاً- من سنة لسبع سنوات ملاعبة- وأدبه سبعاً- من سبع لأربعة عشرة- وراقبه سبعاً - صار مراهقاً- ثم اتخذه صديقاً، لاعب ولدك سبعاً، وأدبه سبعاً، وراقبه سبعاً، ثم اتخذه صديقاً.
خاتمة و توديع :
المذيع:
جزاكم الله خيراً، بارك الله فيكم، وأحسن الله إليكم، اللهم تقبل منا صيامنا، اللهم تقبل منا قيامنا، اللهم تقبل منا سائر أعمالنا، إلى هنا نأتي إلى نهاية فترتنا لهذا اليوم نستودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته